" لــــؤلـــؤة الأقصــى "
فى زمن طغى فيه القوى على الضعيف و طغى فيه قانون الغابة و أصبح الدمار و الخراب فيه يسود العالم بأكمله و أصبحت المادة هى التى تسيطر على كل شيئ و فى وقت أصبح فيه العنف و أصبحت فيه الحروب هى الحل لجميع المشاكل كانت توجد طفلة فلسطينية تعيش فى غزة فى ظل والديها و بين أقاربها و أصدقائها و أخواتها الذين يحبونها و تحبهم و هذه الطفلة تدعى لؤلؤة كانت حياة لؤلؤة حياة هادئة و ساكنة مثل معظم أطفال العالم فقد كانت تحب اللعب و اللهو و كانت سعيدة بحياتها و لكن حدث ذات يوم شيئ غريب جعلها تحزن و تشعر بالأسف و لم تكن لؤلؤة تفهم ما تراه و لم تشهده من قبل فقد رأت أفعالا كثيرة و غريبة و ليس لها تفسير فقد رأت دخاناً و منازلاً تحرق و جنوداً متوحشين ينهالون برصاصهم على الأطفال الأبرياء و يقتلونهم و هم ورود فى أول حياتهم حزنت لؤلؤة كثيراً بسبب ما رأته و تأثرت به لكن كان يدور فى عقلها سؤال لا تعرف له إجابة و هو : ما هذا الذى يحدث ؟ و لماذا هؤلاء الجنود يفعلون هذا ؟ و عندما سالت لؤلؤة والدها أجابها قائلاً أنهم إناس متوحشون خلقوا من اجل أن يدمروا و يسرقوا و يعتدوا على حقوق الغير و الذى يحدث يا ابنتى الآن هى الحرب اللعينة التى تضر و لا تفيد و التى تجعل البسمة دموعاً و تجعل الأخضر رماداً ثم تنهد و قال بصوت حزين قلق أنها الحرب يا ابنتى الحرب و مرت الأيام و ظل الحال كما هو و كلما مر يوم يزداد معه الخراب و الدمار حتى جاء اليوم الذى لم تفكر فيه لؤلؤة ففى ذلك اليوم استيقظت لؤلؤة مبكراً كعادتها لتذهب للمدرسة و بعد قضائها اليوم الدراسى عادت الى المنزل كعادتها كل يوم و لكنها عندما و صلت كادت أن تجن مما رأته فإنها رأت والدها ووالدتها و أخواتها ملقين على الأرض و قد فارقوا الحياة و أيضا رأت منزلهم محترق و النيران تشع منه من كل مكان نظرت لؤلؤة إليهم بنظرة حزينة ثم قالت ليتنى أكون أحلم لأن من المستحيل أن تكون هذه هى الحقيقة ظلت لؤلؤة فترة بعد ما حدث هذا حزينة و محبطة و لكنها فكرت كثيراً و رأت إن الحل الوحيد لأن تنجح و تكمل دراستها هو أن تذهب لمأوى تعيش به و أن تعمل مع بعض زميلاتها فى التطريز و الحياكة حتى يجلب لها هذا العمل أموالاً تجعلها تستطيع إكمال دراستها و رغم ما كانت تعانيه لؤلؤة من الوحدة و الفقر كافحت و مع كفاحها فى العمل و الدراسة لم تنس يوماً أهلها و لم تنس الصهاينة و ما فعلوه بأهلها و أصدقائها مما جعلها وحيدة فى هذه الدنيا حاولت لؤلؤة أن تتغلب على كل هذا و أن تنجح فى دراستها و مرت الأيام سريعاً و لكنها لم تمر لؤلؤة هكذا بل كان كل يوم يمر عليها أصعب مما سبق و لكنها مرت و أصبحت لؤلؤة على قرب من الانتهاء من دراستها و لم تكن لؤلؤة وقتها تفكر بدراستها و بمستقبلها المنتظر بل كانت تفكر فى أمر كان يدور فى عقلها كلما تذكر أهلها و ما حدث لهم هذا الأمر هو أن تنتقم لهم من أعدائهم و بعد عدة ايام انتهت لؤلؤة بالفعل من دراستها و نجحت و أصبحت مهندسة و المستقبل مفتوحاً أمامها و لكنها قررت بدلاً من أن تتمتع بمستقبلها الباهر و نجاحاتها الكثيرة أن تحقق هدفها و إن تنفذ الانتقام من الصهاينة الأعداء قرت لؤلؤة الاستشهاد فى سبيل الله و فى سبيل الوطن و قد ذهبت روح لؤلؤة الى بارئها و هى سعيدة فخورة بما فعلته من اجل وطنها و من اجل الانتقام من أعداء الله والدين .
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
" و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل اله أمواتاً بل احياءاً عند ربهم يرزقون "
صدق الله العظيم
و هذا كان هو الاختيار الصحيح فالموت و نحن أحرار اشرف من الذل من أعدائنا أعداء الله و الدين .
( تحية عطرة لأرواح الشهداء الذين فضلوا الموت فى سبيل الله و الوطن عن اى
شيئ من ملذات الدنيا ) ( تحية لشهداء الأقصى )
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية و أدخلى فى عبادى و أدخلى جنتى "
صدق الله العظيم